مؤامرة البنك الدولي، لمدونة الجالبوت



المصدر مؤامرة البنك الدولي
اولا/ نبدأ بمقال لـ(ألكس برود) في الـ(ذي تليغراف) بـ15 يونيو 2015بعنوان “ربما أصحاب نظرية المؤامرة كانوا محقين منذ البداية)

ويفتتح مقاله : “إعتدنا على السخرية من أصحاب نظرية المؤامرة ، لكن من الفيفا إلى الفضائح البنكية وحرب العراق ، يبدو أنهم ربما لديهم شيء في النهاية”
الآن سنعود إلى نحو قرنين ونصف إلى الوراء إلى20ديسمبر1881عندما أعلن السلطان عبدالحميد الثاني (مرسوم محرم) القاضي بإستحواذ (البنك العثماني) على خزينة الدولة ، كبنك مركزي خاص يستحوذ على العمليات النقدية للدولة ، ويملك هذا البنك مديني الدولة ، كخطوة للخروج من الإفلاس...
نعم في ذلك العام أعلنت الإمبراطورية العثمانية إفلاسها ، بعدما تعدت قروضها الناتج العام ، وعجزت عن سداد فوائد القروض التي وحدها كانت تلتهم نصف ميزانية الإمبراطورية
حيث إقترضت الإمبراطورية200مليون جنيه إسترليني مابين1854و1879لتمويل حربها ضد الروس ، ولبناء القصور (مثل دولما بهجة) والمشاريع (مثل سكة حديد بغداد) 
أبان هذه الـ25سنة كانت البنوك تحوم حول السلطان وتتودد إليه وتعرض عليه الأموال وخطط السداد الميسرة ، وتم إستدراجه حتى وقع في فخ الإفلاس ، وتملك المدينين لخزانة الدولة وإيراداتها
كما قلت، تم تأسيس (البنك العثماني) في العام1881في (مرسوم محرم) كبنك مركزي يدير خزانة الدولة وعند البحث في ملاك (البنك العثماني) يظهر لك الـ(روثشيلد) تلقائيا 

فى نفس الفترة التي كانت البنوك تغدق بالقروض على السلطان العثماني، كانت تفعل نفس الشيء في مصر مع محمد سعيد باشا، ففي الـ1854 قام بأخذ أول قرض، وكان مقداره6 ملايين جنيه استرلينى، حيث أصدر سندات خزينة بيعت على بنوك الاوروبية 

وسندات الخزينة هي أداة دين تلجأ إليها الحكومات لتمويل مشاريعها، وهي سند يقر أن الجهة المصدّرة للسند مدينة بالمال لمالك السند، ويمكن أن تطرح هذه السندات للبيع في أسواق المال لتحصيل المبلغ المطلوب، أو يتم تصديرها لصالح بنك معين مباشرة...
عموماً، تبع (محمد باشا) خلفه (إسماعيل) فى عام 1864باقتراض الأموال لتمويل لحربه مع أثيوبيا ، ولمشاريع مثل حفر قناة السويس وقطار مصر
البنوك التي أقرضت مصر كانت كالتالي:
فروهلن وغوشن ، وهم ذراع الروثشيلد في لندن
البنك العثماني الإمبراطوري ، وهو شريك لبالمر والروثشيلد
أوبنهايم ، صيارفة يهود ألمان ، تربطهم علاقة نسب مع الروثشيل 

وبهؤلاء وخلال11 عاماُ تم ربط مصر بدين تبلغ قيمته 68 مليون جنيه استرلينى ، إستلمت منه46 مليون جنيه فقط وتمت سرقة ما يزيد عن 20 مليون جنيه كفرق صرف عملات وعمولات ، وبلغت سندات الدين الجارى لهذه السنوات 26 مليون جنيه ، بفوائد سنوية بلغت 25%.
وهكذا وبعد عام واحد بلغ دين مصر 94مليون جنيه استرلينى .
وتبع ذلك النتائج التالية :
  فى 25 نوفمبر 1875 تم بيع قناة السويس لبريطانيا لسداد الديون، وبيعت بـ 4ملايين جنيه استرلينى اقترضهم رئيس وزراء بريطانيا دزرائيلى من الروثشيلد. مع انها كلفت مصر 16 مليون، بعد عام فى 8/4/1876عجزت مصر عن دفع دينها وأعلنت إفلاسها.
 وفى 1878 تم الإستحواذ على مصر من قبل المدينين، وتشكلت أول حكومية مصرية اوروبية برئاسة أرمني وهو نوبار باشا وبوزير مالية انجليزى، ووزير اشغال فرنسى
ففرضوا الضرائب على المواطنين، وقاموا بتسريح 2500ضابط، وتخفيض رواتب الموظفين الى النصف، ورفع ضرائب الأراضي الزراعية، وألغوا القروض الداخلية
 ووضعت خطة (ويلسون) لادارة الدولة، نزعت من الخديوي صلاحياته، وتم منح الوزيرين الانجليزى ولسن والفرنسى دى بلينيير حق الفيتو ضد اى مشروع حكومي، فغضب اسماعيل باشا وقام بحل الوزارة الاوروبية وتأليف وزارة وطنية 
  فقامت أوروبا بالضغط على السلطان عبد الحميد الذى أقال الخديوي اسماعيل وتعيين توفيق باشا.
  فأعاد تطبيق خطة (ويلسن) المالية، وزاد الضرائب على الفلاحين، وامتنع عن دفع مرتبات الضباط المصريين، ورقّى الضباط الشراكسة، فثار الجيش وتمت إقالة الحكومة وتكليف أخرى...
وفي خضم هذا الصراع قامت الثورة العرابية، وتم تشكيل حكومة وطنية، فعقد مؤتمر (النزاهة) لدائني مصر فى القسطنطينية ، فقرروا إحتلال مصر لمدة 76 سنة.
 وقصفت الإسكندرية، واستسلم عرابى، وتم تسريح الجيش المصرى، وإرغام مصر على دفع 9 مليون جنيه استرلينى تعويضاً للإنجليز، ومكافأة لهم 
ثانيا: فيما يخص قناة السويس فآلت لفرنسا وروسيا والمانيا والنمسا والمجر وايطاليا واسبانيا وهولندا وتركياوهكذا سقط العثمانيون، وإحتلت مصر، وظلت أوروبا تعوي على بعضها البعض وتتقاتل على أوصال العثمانيين، لمدة نصف قرن، وطوال ذاك كان الروثشيلد يموّلون كل حروبهم الصغيرة، ويجمعون المال ويبنون علاقات وقنوات إتصال مع الملوك والرؤساء، بإنتظار الحرب التي ستمحوا كل شيء، ويبدأ الجميع من الصفر، عداهم هم، سيبدأون من أعلى، ويملون على الجميع أوامرهم، فاجتمعوا بعد الحرب العالمية الثانية مع عوائل سبعة أخرى في بريتون وودز بولاية نيوهامبشر الأمريكية، واتفقوا على أن يؤسسوا بنكاً جباراً ، يضعون فيه كل قوتهم وسطوتهم وأموالهم وعلاقاتهم 
العوائل كانت: الروثشيلد بفروعها الثلاثة (بريطانيا، ألمانيا، فرنسا) والروكفلر من نيويورك، أما الباقي ، فيقول عنهم الباحث (أوستس مولنز) أنهم كانوا إما وكلاء أو شركاء للروثشيلد والروكفلر، مثل؛ جي بي مورجان، ليمان، كارنجي
هذا البنك سيكون بنكاً يقرض العالم كله، ويصدر عملات البلاد كلها ، ويتحكم بنمو كل بلد.
سيكون أساس نظام عالمي يحكمه الرأسماليون، يتعاملون مع البلاد كإقطاعيين، والحكومات وكلاء لهم، والشعوب كعبيد
في كتابه (المأساة والأمل) 1966 كتب كارول كويجلي : “القوى الرأسمالية لديها خطة طويلة الأجل ، لخلق نظام عالمي بواسطة أيدي خفية، للتحكم بالقوى السياسية لكل بلد، وإقتصاد العالم كله.
هذا النظام يتم التحكم به على النمط الإقطاعي ممثلاً ببنوك مركزية.
البنوك المركزية تعمل كجوقة، من خلال إتفاقات سرية تتم بإجتماعات متواصلة ومؤتمرات.
رأس النظام هو بنك للتسويات الدولية في بازل، سويسرا، هو بنك خاص تملكه البنوك المركزية حول العالم كشركة خاصة.
كل بنك مركزي يعمل من أجل الهيمنة على حكومة بلده من خلال سيطرته على قروض الخزانة، التلاعب بأسعار الصرف، توجيه إقتصاد البلد، التأثير على المجموعات السياسية”
البروفيسور كارول كويجلي
جامعة جورج تاون
معلم الرئيس السابق بيل كلنتون
وهكذا يقوم البنك الدولي بإقراض الدول، ومراقبة أوضاعها الإقتصادية والسياسية من خلال البنوك المركزية التابعة له 
ولكن هذا ليس سوى الجزء الأول من فيلم البنك الدولي ، فالجزء الثاني يقوم على منح المساعدات للدول النامية، وليس قروض، ولكن بنفس النتيجة المدمرة،  فمثلاً في الثمانينات كانت أوغندا تعاني من إقتصاد متهالك وبنية تحتية مدمرة بسبب حرب أهلية، لكن بعد إنقضائها تم منحها مساعدات من البنك الدولي، بعد موافقتها على شروط معينة.
تنفيذ هذه الشروط أدى لتفشي الفساد، وانهيار اقتصادها، وتراجع مستوى التعليم، وارتفاع نسبة الفقر ومعدلات الجريمة، وتفشي البطالة.
فشروط البنك الدولي لم تهدف لإعادة هيكلة نظام البلد ، أو الإهتمام بالتعليم لتخريج كفاءات تنهض بالبلد ، أو استحداث موارد جديدة ، وإنما تركزت على لإستحواذ الشركات على الموارد ، واستغلال رخص الأيدي العاملة ، وامتهان حقوق الإنسان
ونشر الفوضى والإنحلال في البلد ، فمثلاً في فبراير2014تم إيقاف مساعدات بقيمة90مليون بسبب تشريع قانون في أوغندا ضد المثليين وهكذا ، وكما رأينا ، هي إستراتيجية البنك الدولي ، قروض أو مساعدات ، فاستحواذ ودمار
لكن كما يقول المثل الأمريكي : different strokes for different folks 
هناك إستراتيجية أخرى للبنك الدولي بالتعامل مع بلاد أخرى ، تكون غير متعثرة ، ولا بحاجة إلى قروض ولا مساعدات 
حيث يقال أن واشنطن إشترطت على الأمير محمد بن سلمان عدة شروط في إجتماع يوليو الماضي
يقال أن الشروط تضمنت ؛ خصخصة أرامكو ، إنشاء دور سينما، السماح بالإختلاط ، تقليص صلاحيات وعدد موظفي هيئة الأمر بالمعروف ، السماح بقيادة المرأة
تأمل في الشروط ، حاول أن تجد أي رابط بينها ، أرامكو + قيادة المرأة + سينما + هيئة
عموماً ، هذه الشروط العشوائية نظير : دعم الأمير بن سلمان ضد منافسيه ، الوقوف في وجه قانون (العدالة ضد الإرهاب) الذي يقضي بتعويض متضرري 9/11 ، حيث لدى الأمريكان أدلة على تورط الحكومة السعودية ، منها كون15إرهابي من جملة19كان يحمل الجنسية السعودية ، وكذلك أدلة عن تمويل الأمير بندر بن سلطان للإرهابيين ، حسب الواشنطن بوست
المبالغ ضخمة جداً، وهناك تقديرات أولية تقدرها بـ3.3 ترليون دولار، وهي إن أُقرت لن تتوقف عند هذا الرقم ولا عند أسر الضحايا ، فنيويورك تقدر خسائرها بـ95 مليار دولار، هذا غير خسائر شركات الطيران والعقارات ، وربما تكاليف حروب أمريكا في العراق وافغانستان ، التي جاءت كردة فعل على هجمات سبتمبر.

والسعودية التي هددت في أبريل الماضي ببيع أصولها في الولايات المتحدة ، والتي تقدر قيمتها بـ 750 مليار دولار ، قد بدأت بالفعل في بيعها ، وقد تخلصت من سندات أمريكية بقيمة ثلاثين مليار دولار منذاك ، وباقي 96مليار حسب آخر إفصاح 

ويظن الناس أن الحكم الأمريكي، إن صدر اليوم، سيستحوذ على الأصول السعودية في أمريكا، والتي تطالها أيديهم، ولذلك المملكة تبيع السندات وتخرج السيولة من أمريكا، وتظن أن الأمريكان غافلين عن ذلك، وستباغتهم السعودية بسحب كل سيولتها من بلدهم، وسيبلون حكمهم ويشربون ماءه
لأنهم ليس لهم سلطة على أموالها التي هي خارج بلدهم
لكن هل الأمر كذلك؟
كما هو واضح من العنوان (مؤامرة البنك الدوي) يأتي آنذاك دور البنك الدولي
نعود للبنك الدولي، كما قلت البنك يستحوذ على البلاد والعباد من باب القروض والمساعدات، ويبتز الدول بها فيسن قوانين ويعطل أخرى ويحكم كما يحلو له
لكن هذا بالنسبة للدول المتعثرة، فكيف يمكنه أن يطبق نفس الخطة على بلد غني مثل السعودية، 
صندوق النقد الدولي قدم “روشتة” إلى المملكة للإصلاح الاقتصادي، تضمنت رفع الدعم، وتخفيض النفقات، والحد من الجهاز الحكومي الضخم، ومن ثم تكتسب الإجراءات التي تم اتخاذها أهمية كبيرة، لأن الحكومة توظف قرابة ثلث القوة العاملة في السعودية، وتأتي “خطة التقشف” مع تراجع عوائد النفط منذ العام 2014، حيث انخفض سعره بمقدار أكثر من النصف، والدخول في حرب كبدتها الكثير من النفقات، فقد أنفقت المملكة 80 مليار دولار على التسلح العام الماضي.
يدعي البعض أنه بما أن المشرعون في أمريكا أقرّوا قانون مقاضاة الدول تحت بند (العدالة ضد رعاة الإرهاب) فستقوم بعض الدول مثل فيتنام وأفغانستان وربما العراق برفع دعاوى ضد إرهاب أمريكا تحت نفس البند 
 السؤال : أين ستُرفع هذه الدعاوى ، ومن سيحكم بها ، ومن سينفذها؟
سأخبركم قصة أولى تختص بأين سترفع هذه الدعاوى القضائية ومن سيحكم بها ، في الـ2002تم رفع مجموعة دعاوى تعويض عن العبودية ، في المحاكم الأمريكية ، في الـ2004 تم رفض هذه الدعاوى 
سأخبركم قصة ثانية عن من سينفذ الدعاوى القضائية، حيث أقر المشرعون الأمريكان القانون رقم 2297 قبل عام، القانون يقضى بتطبيق عقوبات على المؤسّسات الماليّة الأجنبيّة التي تتعامل مع حزب الله، كحصار مالي لتجفيف موارد الحزب 
هذا القانون لا يمكن تطبيقه خارج أمريكا دون مساعدة البنك الدولي الذي يرأس البنوك المركزية حول العالم، وفوراً من صدور القانون قام البنك الدولي بتعميم القرار دولياً، وخصوصاً في لبنان 
نحن نعلم أن حزب الله يحكم لبنان، لكن ومع ذلك لم يستطع جعل البنك المركزي اللبناني يرفض تطبيق القانون، مع أنه قانون أمريكي محلي، وليس صادر عن مجلس الأمن أو الأمم المتحدة
لكن ماذا لو فعلها بنك، وتمرد على البنك الدولي؟
أخبركم قصة ثالثة عن أداة تنفيذ القوانين، حيث اتّهمت أميركا البنك اللبناني الكندي، بغسل أموال لحزب الله. فتمت تصفية المصرف نهائياً وإقفاله
فالبنك الدولي يقطع كل العلاقات وقنوات الإتصال مع البنوك التي لا تطيع قوانينه، وتلقائياً تصبح مغلقة ويتم تصفيتها
ومثل هذه القوانين مربحة بالنسبة لأمريكا، أكثر من كونها مواجهة، فالتقارير تشير إلى أن أمريكا قد إستلمت غرامات بنحو43 مليار دولار على10 بنوك ، على مدى السنوات السبع الماضية بسبب تعاملات مالية مع جهات يمنع التعامل معها
واليوم موضوعنا فقط لمناقشة أول خيار للملكة ، وهو رفع دعاوى رعاية أمريكا للإرهاب ، كهجمة مضادة
ونستنتج مما مضى أن أي دعوى قضائية بالتعويض ضد أمريكا سترفض، أو لن يتم تنفيذها، حيث لن يعتمدها البنك الدولي 
ولذلك خيار رفع الدعاوى المضادة غير مجدي للأسف
نأتي للخيار الثاني، وهو الذي استخدمه الملك فيصل رحمه الله في الـ1973 
وهو وقف تصدير النفط للولايات المتحدة كعقاب لها على دعمها لإسرائيل
وإليكم التسلسل الزمني للأحداث: 
يناير 1973 بدأ انهيار سوق الأوراق المالية (1973-1974) لمعرفة الكبار بما سيحدث لاحقاً (الكبار دائماً يعرفون).

أغسطس ، الملك فيصل والرئيس أنور السادات يجتمعان في الرياض ويتفقان على إستخدام “سلاح النفط”.
15 سبتمبر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تعلن بدء التفاوض على إنتاج النفط ، لوضع حد لدعم إسرائيل ، على أساس اتفاق طهران عام 1971.
6 أكتوبر مصر وسوريا تهاجمان إسرائيل في حرب أكتوبر، وبدأ الحرب العربية الإسرائلية الرابعة
12 أكتوبر الولايات المتحدة تبدأ عملية العشب النيكلي لتوفير الأسلحة والإمدادات إلى إسرائيل عبر جسر جوي يعتمد على هولندا.
16 أكتوبر ، تجتمع : المملكة العربية السعودية، إيران (أيام كنا حلفاء) ،الجزائر العراق، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، وقطر ، ويوافقون على استخدام النفط كسلاح في الحرب ضد إسرائيل وحلفائها.
19 أكتوبر الرئيس نيكسون يعتمد 2.2 مليار دولار مساعدات عاجلة لإسرائيل، فيعلنون العرب حظر النفط كلياً إلى أمريكا
27 نوفمبر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون يعلن خطة طوارئ لتوزيع النفط.
11 فبراير وزير خارجية أمريكا هنري كيسنجر يكشف عن خطة طويلة الأجل لجعل الولايات المتحدة مستقلة نفطياً ، بل وتنافس المصدرين.
25 مارس يتم إغتيال الملك فيصل رحمه الله
 وبعد أربعين عام من إعلان كسينجر عن خطة إستقلال أمريكا نفطياً ، بدأ إنتاج النفط الصخري في الـ2006
كانت تكلفة إستخراج النفط الصخري ١٣٠$ للبرميل ، ثم في غضون عام أصبحت ١٠٠$ ، فـ٧٠$ ، أما اليوم فهي ٣٥-٤٠$، وهذه التكلفة بانخفاض مستمر بسبب البحوث والتجارب المستمرة لجعلها دون كلفة إستخراج النفط العادي، والذي قد يكون أقرب مما نتصور
في الـ2008 قدرت وكالة الطاقة الدولية مخزون النفط الصخري بـ689جيجاطن ، ما يعادل408ترليون برميل ، نصيب أمريكا وحدها307ترليون برميل منه ، وترجح الوكالة وجود5ترليونات برميل أخرى غير مكتشفة
وهكذا كان زمان الملك فيصل غير زماننا ، وإستراتيجية حظر النفط لن تضر أمريكا اليوم، بل ستفيدها ، لأنها تصدره وتستفيد من ارتفاع سعره في حالة توقف تصدير نفط الخليج 
وهبط الريال السعودي، بشكل متوسط مقابل الدولار الأمريكي في سوق المعاملات الآجلة، الخميس 29 سبتمبر/أيلول 2016، بعد تصويت الكونغرس لصالح السماح لأقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول بمقاضاة السعودية، وسجلت عقود الدولار أمام الريال لأجل عام، وهي تداولات مجدولة للتنفيذ بعد 12 شهرا من الآن، 550 نقطة في التداولات المبكرة ارتفاعا من إغلاق يوم الأربعاء عند 330 نقطة، وارتفعت حتى أعلى مستوى في 8 أسابيع عند 625 نقطة، والريال السعودي مربوط بالعملة الأمريكية عند 3.75 ريال للدولار في السوق الفورية ومن ثم تلجأ البنوك لسوق العقود الآجلة للتحوط من المخاطر.
وتصدر وزارة الخزينة الأمريكية، تقريرا سنويا يظهر حجم الأصول التي تملكها هذه المجموعة ومنها السعودية حيث في التقرير الأخير الأولي للعام 2015 – 2016 تبلغ قيمتها 612.371 مليار دولار إلى جانب امتلاكها لسيولة حجمها 285.238 مليار دولار تضاف إلى امتلاكها لسندات دين آجلة بقيمة 264.768 مليار دولار وسندات دين عاجلة بقيمة 62.370 مليار دولار.
(الخيار الثالث):
ويتلخص بفك إرتباط الريال السعودي بالدولار. 
فكما يمكنك من خلال النظر إلى الشارتين (الرسمين البيانيين) أعلاه .
(اليمين) الريال إلى الدولار
(اليسار) الدينار إلى الدولار
كما ترون ، الريال مرتبط إرتباط كلي بالدولار ، ولا يحيد عنه ، إلا في الملمّات ، مثل التذبذب الذي حدث في مارس2015عندما نشبت حرب اليمن ، وفي بدء هذا العام ، وهو دليل بيع البنوك للريال للتخلص منه قبل إنخفاضه ، لكنهم في الـ2015وبعد شهر من نشوب حرب اليمن عادوا لشرائه ، وهم اليوم يبيعونه بنفس الوتيرة ، خوفاً من إنخفاضه في مقابل الدولار
بالنسبة لشارت الدينار الكويتي ، فهو مرتبط بسلة عملات ، يتم التخلص من العملة الضعيفة وتعزيز القوية ، للمحافظة على سعره
وهذا أول الحلول المجدية أمام المملكة.
إرسال رسالة للأمريكان
والمحافظة على قوة الريال لتعزيز قوته الشرائية ، وذلك مهم لتدعيم الجبهة الداخلية .
فتخفيض الرواتب ، وإلغاء الدعوم قد يتسبب بمناخ سلبي عام ، قد يضر المملكة أكثر من قانون ملاحقة رعاة الإرهاب
أما بالنسبة لبدء التداول المباشر بين اليوان الصيني والريال ، فليس له أهمية على الإطلاق ، فهو مجرد إدراج الريال ضمن العملات التي يتم صرفها مباشرة بالصين .
أما تسعير النفط الخليجي بغير الدولار ، فهو إعلان حرب ، وقد يقطع شعرة معاوية ، ويقوي الحزب المعادي للسعودية ، ويضعف المتعاطف .
وهو أمر غير حكيم نهائياً .
فموضوع مقاضاة السعودية قد لا يتم ، بسبب عدم وجود دليل ضدها ، لكن الخطورة في تجميد الأصول حتى يتم البت في القضايا ، وهذا قد يمتد لعشرين عام
يقال في مصر (من ليس له كبير يشتري له واحداً) والعالم اليوم بلا كبير ، وكوريا الشمالية وروسيا وغيرها يفعلون ويهددون كيفما يشاءون ، والحلفاء القدامى يستغيثون ، ولا من مجيب 
ولذلك على المملكة البحث عن حليف قوي 
وللأسف تركيا وباكستان ومصر وغيرها من الأشقاء ، لا يُعتمد عليهم ، وقد جربتهم السعودية في حرب اليمن، هم كثيرين في الإجتماعات والمؤتمرات ، لكنهم في النائبات قليلُ
لذلك عليها أن تبحث عن حليف بين الأعداء السابقين
وأولهم : روسيا ، وقد حاولت السعودية شتى الطرق إستمالتها ، لكنها أوضحت موقفها مؤخراً في مؤتمر غروزني : هي لديها مشكلة مع سياسة السعودية
وهي لن تنسى ما فعلوه بها في أفغانستان والشيشان، فقد تسببوا بتفككها، ودخولها بسبات لم تزل تعاني منه
ولكن كيف يمكن للسعودية أن تغير منهجها؟ فلنسمه منهج ، لأنه ليس مذهب، فالإمام محمد بن عبدالوهاب حنبلي ، ولم يؤسس مذهب ، وإنما منهج فكري، ومنهجه متشدد ولا يقبل حلول وسط: إما معي وإما ضدي 
عموماً ، إذا تم إلغاء (هيئة الأمر بالمعروف) ، وإزالة كتب الإمام من الجامعات ، وأفكاره من المدارس ، وتم إستبدال الشيوخ الرسميين بآخرين أقل تشدداً ، والسماح ببناء كنائس (سوى في مكة والمدينة) ، ودور السينما ، وربما بيع الكحول مستقبلاً
فستقبل روسيا بالتحالف معها
قد يتساءل البعض، إيران كذلك متشددة، ولديها شرطة يمارسون نفس ممارسات الهيئة، وهي تمنع كل ما تمنعه السعودية ، فلماذا على السعودية أن تتنازل عن منهجها ، وليس على إيران ذلك

إجيبكم ، لم ترَ روسيا من الشيعة ما رأته من الوهابيين ، وأنا لا أتكلم عن المواجهة في أفغانستان والشيشان والعمليات الإرهابية في مسرح موسكو ومدرسة بسلان وغيرها ، وإنما أقصد المواجهة الداخلية وهي أخطر بالنسبة للروس ، فأعداد المنتمين للمنهج الوهابي السلفي تزداد بصورة مقلقة بالنسبة للروس ، ولم ينفع معهم عقود من القمع الشيوعي ، ولا أي إستراتيجيات ، مثل دعم التصوّف ، وغيره
وليس أمامهم سوى التوجّه إلى الرأس ، وهي السعودية ، فإذا تخلت عن منهجها الوهابي ، ولم تعد تدعمه ، فسيضعف ويُنسى مع الوقت
ركّزوا أنا لا أنتقد أحد ، أنا أوضّح لكم وجهة نظر الروس ، وموقف السعودية
وأعتقد أنكم تؤيدونني عندما أقول : علينا أن ننسى خيار التحالف مع روسيا
وأن نبحث عن عدو آخر للتحالف معه

نأتي إلى العدو الآخر للمملكة ، وأعني إيران
لكي نفهم سر العداء الذي يتلبس رداء مذهبي ، لكن في حقيقته هو شيء آخر ، علينا أن نعود إلى نحو ستين عاماً إلى الوراء
عندما ثار المصريون ، وتولى العسكر الحكم ، ورغبوا في نشر الأيدلوجية الإشتراكية الشعبوية في المنطقة ، فسقطت سورية والعراق وليبيا في أيديهم ، بينما ظلت أعينهم شاخصة نحو السعودية ، لأهمية عمقها الديني في الأمة ، فإن إعتنقت الإشتراكية فسيدين لها المسلمون في كل مكان
لكن المملكة وقفت في وجه هذه الهجمة الإيدلوجية، وبدأت بتكوين حلف مضاد يقوم على الدول التي تحكمها أنظمة ملكية، وكانت الأيدلوجية الإشتراكية تهدد وجودها
فأراد جمال عبدالناصر عمل أمثولة وعبرة لمن يعتبر ، فضرب خاصرة السعودية ، وأعني اليمن
كان اليمنيون ينظرون إلى ثورة إخوانهم العرب ، وحكم الشعوب، وزوال الملوك ، فثاروا على الإمام أحمد بن يحي حميد الدين الزيدي ، فساندته السعودية والأردن وبريطانيا ، وساند الثوار اليمنيين مصر وروسيا والصين
في النهاية ، إستنزفت الحرب الجميع ، ولم ينتصر أحد ، واعترف الجميع بالجمهوريين ، مكرهاً
وهذه كانت أولى تجارب السعودية مع الثورات ، الثانية ستحل بعد عشرين عام تقريباً ، وسيعيد التاريخ نفسه ، وستكون اليمن من جديد ساحة حرب أعداء أيدلوجيون ، لنفس السبب ، لكونها خاصرة السعودية ، ومن يخضع السعودية يخضع المسلمين في كل مكان
كما رأينا ، الثورات العربية الإشتراكية ألهمت الشعوب ، عندما بدأت في مصر في خمسينات القرن الماضي ، وأطاحت بدول غنية وشعوب مرفهة فأصبحوا فقراء يجوبون البلاد الملكية سعياً للقمة العيش ، عموماً ، رأينا كيف تصدى لها الخليج كأنظمة ملكية ، وتواجه الخصمان في اليمن. كما تصدوا لثورات الإشتراكيين ، تصدوا كذلك للربيع العربي قبل خمس سنوات ، الذي أصابت عدواه الدول التي ما زالت رياحه تعصف بها ، وبشعوبها ، لاجئين في أصقاع الأرض، وفي قعر البحار
هذا كذلك حدث قبل سبعة وثلاثين عام ، عندما شبت الثورة الإسلامية في إيران ، وأطاحت بنظام الشاه الملكي 
خوفاً من أن تلهم الشعوب المجاورة هذه الثورة الإسلامية التي كان شعارها (لا شرقية ولا غربية) في إشارة إلى التبعية لروسيا أو أمريكا ، والإشتراكية أو الرأسمالية. 
وأمام دعوات الإيرانيين للشعوب الإسلامية بالثورة على الملوك واستبدالهم بجمهوريات إسلامية ، وقف الخليج فوراً في وجه إيران الثائرة ، بالإعلام ، ودعم الرئيس صدام ، الذي كان بلده في وجه المدفع ، لكن حتى في الـ1982عندما عرض الهدنة ، أجابه الإيرانيون (أن نظام بغداد يجب أن يسقط ويجب أن تحل محله جمهورية إسلامية)
صدام حسين كان ذكياً ، تجاهل كل مظاهر الثورة الإسلامية ، وركّز على الإختلاف العرقي ، فكانت حربه حرباً بين العرب والعجم ، وأن العراق بوابة العرب ، وأن العجم يريدون أن يدمّروا العرب 
من وجهة نظر إيران كانت الحرب بين نظام إسلامي ونظام غير إسلامي (إشتراكي)، من وجهة نظر العراق الحرب كانت بين العرب والعجم 
ثم تحولت بعد عشرين عام إلى حرب سنية شيعية
كيف؟
في أي مصيبة فتش عن الأمريكان
سأخبركم قصة حدثت قبل قرابة الخمسين عام ، حيث كان هناك شاهاً ملكاً على أقوى وأغنى دولة إسلامية خليجية ، وكانت مملكته لديها نفط وغاز وتقع على خطوط تجارية مهمة ، ولكن هذا الملك كان لديه مشكلة واحدة ، وهي أنه كان حليفاً للأمريكان
كان حليف من الدرجة الأولى ، معادياً لأعداءهم الروس ، وصديقاً لإسرائيل من أجل عيونهم ، ولديها سفارة في عاصمته طهران
كل لم يستنفر علماء الدين الذين كانت بلده تمتلئ بهم ، لكن عندما إقترحت عليه أمريكا خطة إصلاحية لتجعل بلده أكثر إنفتاحاً وتقدماً ورخاءاً ، قامت القيامة
الخطة تدعى (التغريب) وهدفها جعل إيران غربية بالكامل ، وكان أهم بنودها إعطاء المرأة كافة حقوقها ، من ترشيح وإقتراع ومساواة ، فثار رجال الدين ، وتبعهم الشعب ، وخُلع الشاه ، وفر إلى حلفائه الأمريكان ، الذين إعتذروا عن إيوائه في منفاه ، فاستقبله المصريون ، حتى موته
في نهاية القصة نتساءل : لماذا فعل الأمريكان هذا ، لماذا حفروا لحليف يعادي عدوهم ويصادق صديقهم ، ويستبدلونه بعدو يحالف عدوهم ويعادي صديقهم 
لماذا يفعلون ما يفعلون بالسعودية اليوم ، مكررين نفس سيناريو الشاه مع حقوق المرأة ، وما حدث في إيران سيحدث بالسعودية إن تم منح المرأة حقوقها ، لأننا شعوب عاطفية نفكر بقلوبنا لا بعقولنا ، وننظر للوراء بدلاً من أن ننظر للأمام
وأمريكا تعرف هذا جيداً
لكن هذا لا يجيب على السؤال ؛ لماذا تدمر أمريكا حلفائها ، وتستبدلهم بأعداء
الجواب ؛ في لوحة (غويا) ، حيث يظهرإله الزمان ، وهو يلتهم أبناءه ، لأن هناك نبؤة مفادها أن أحد أبناءه سيقتله 
هم يعرفون أن المسلمين سيحاربونهم في مرحلة ما ، حتماً وقطعاً ، قد يكون بعد عشرين أو ألف عام ، هذا لا يهم ، ما يهم هو : حتى آنذاك يجب ألا تقم لهم قائمة ، مهما كان هذا المسلم حليف وصديق ، في وقت سيبلغ درجة قوة لا يجب أن يبلغها ، وآنذاك يجب أن يتم إلتهامه
وهكذا إيران والسعودية في مركب واحد في النهاية ، ومعاً سيكونان قوة يعمل لها الجميع ألف حساب ، وستهمد الفتنة ، ويقف نزيف الدماء في اليمن وسوريا والعراق 
وفي إجتماع أوبك الأخير أظهرت السعودية مرونة غير متوقعة تجاه إيران ، عدها المحللون مد يد سلام سعودية ، حيث إستثنت إيران من خفض المليون برميل ، على حساب السعودية التي تمر بضائقة مالية 
من الناحية الأخرى ، مناورات (درع الخليج) توجّه رسالة ؛ أنه ما زال سلاحي في يدي الأخرى، والباقي على إيران
والمذهبين ليسا عائقين ، فحلفاء إيران ليس بينهم شيعي على مذهبها ، فعُمان سنية أباضية . وسوريا علمانية برئيس علوي ، والعلويين افترقوا عن الشيعة بعد الإمام العسكري . أما الحوثيين فيتبعون زيد بن علي زين العابدين ، ولا يقرون بالإمامة ولا بالغيبة ، مع ذلك هم حلفاء إيران 
التي تعادي أذربيجان ذات الغالبية الشيعية ، وتدعم أرمينيا المسيحية ضدها 
بالحقيقة لا شيء بالسياسة له علاقة بالدين ، كلها مصالح متبادلة
الآن سأوضح لكم أمر ، وهو أن العالم الإسلامي يبحث عن قائد منذ وفاة جمال عبدالناصر ، وإيران أقدمت بينما الباقي نيام
فكان مشروعها يسير بخطى بطيئة ، حتى سقط صدام ، وترك فراغاً سلطوياً ، ومن جديد تقدمت إيران بينما الباقي ما زالوا نيام
ثم حل الربيع العربي ، وتهاوت عروش تاركة فراغاً سلطوياً ، وأصبح كرسي الخلافة على مرمى بصر إيران ، وهنا إستيقظت السعودية على حقيقة أنها ستصبح تابعة عما قريب  
ومنذاك بدأ الصراع السعودي الإيراني على كرسي الخلافة 
لكن صراعهما هذا أراق الدماء ، ورائحة الدماء تجتذب الضباع دائماً ، والضباع تنتظر من سيسقط لتنقض عليه 
ومنذ حادثة قاعدة همدان وقصف إسرائيل لحزب الله بعلم روسيا وإغتيال القنطار ، وإيران تعلم أن روسيا لها أجندة خاصة ، ولديها أطماع في إيران ، وقد اقتطعت منها الكثير في السابق ، فكل جمهوريات روسيا الإسلامية هي إيرانية بالأساس

من الناحية الأخرى ، السعودية تعاني من نفس المشكلة مع أمريكا ، لكن الروس لديهم حياء على الأقل وهم يحيكون المؤامرات سرّاً ، أما الأمريكان فقد صرحت وزيرة الخارجية (كوندليزا رايس) بالـ2006 أنهم إبتدأوا العمل على مشروع (الشرق الأوسط الجديد) ، ولن يتراجعوا عنه.
وفي مشروع هذا (الشرق الأوسط الجديد) السعودية مجزأة إلى ثلاث دول ، وكذلك إيران


وهكذا إيران والسعودية في الهوا سوا ، والتقسيم أمامهما ، والضباع خلفهما ، وليس لديهما خيار سوى المصالحة
وبهذا ننهى موضوع خيارات السعودية





المشاركات الشائعة من هذه المدونة

COVID-19 Tracker

حصانات الحقيبة الدبلوماسية في القانون الدولي